الاستشراقُ في فكر إدوارد سعيد قراءة في منهج الخطاب
DOI:
https://doi.org/10.57026/mjhr.v1i1.8الملخص
يسلطُ هذا البحث الاضواء على محورين : الاول فكرة الاستشراق ودوره في رسم خارطة للتفاعل الحضاري مابين الشرق والغرب والمحور الثاني على كتاب الاستشراق الذي ينطوي على خلل منهجي يتعلق بتعميمات معتمدة في غالبها على انتقاءات من كتابات لمستشرقين تتناول الشرقيين بامتهان ودونية، وغضّ النظر عن كتابات لآخرين تنحو نحواً مغايراً في وصف الشرق والشرقيين. كما لم يميز إدوارد سعيد في ما نقله من كتابات للمستشرقين بين من كتب طلبا لمجرد الانتقاص ومن كتب تشخيصاً للخلل الذي يستلزم العلاج منوها عن ان رواج الكتاب والاهتمام به من طرف النخبة والجمهور الغربيينِ مرده في المقام الأول إلى سطوة الكاتب العلمية، ومهارته في استعمال أدوات الحجاج، بأسلوب أدبيّ فخم شديد الحرص على التناغم مع الذائقة الغربية، ومحاكاة طرائقها في التفكير. وإدوارد سعيد في كتابه هذا كان أديباً ملتزماً بأداء رسالة اجتماعية أكثر منه ناقداً في موضوع أدبي صرف يقتضي تغليب العلم على ما عداه. وأغلب الظن أن النجاح الذي أحرزه كتاب الاستشراق مرده إلى هذا المنهج الصادم الذي اتبعه المؤلف باحترافية عالية حينما لم يعمد إلى تصنيف موضوع الاستشراق إلى أنواع أو أشكال مختلفة على غرار ما اتبعه السابقون من المشتغلين بهذا الحقل المعرفي، بل اكتفى الكاتب بتقديمه جملة واحدة، والحكم عليه حكماً مطلقاً. ولولا تلك الأسباب لما خرج النصّ من رفّ الكتاب محدود التداول إلى فضاء الخطاب المفتوح .